منتديات نور العاشقين ملتقى العرب والعراقيين

مقتل السبط الثالث المحسن بن علي عليهما السلام Frasha10مقتل السبط الثالث المحسن بن علي عليهما السلام Frasha10مقتل السبط الثالث المحسن بن علي عليهما السلام Frasha10مقتل السبط الثالث المحسن بن علي عليهما السلام Frasha10مقتل السبط الثالث المحسن بن علي عليهما السلام Frasha10

اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة كل المواضيع اذا كنت عضو مسجل تفضل بالدخول


منتديات نور العاشقين ملتقى العرب والعراقيين

مقتل السبط الثالث المحسن بن علي عليهما السلام Frasha10مقتل السبط الثالث المحسن بن علي عليهما السلام Frasha10مقتل السبط الثالث المحسن بن علي عليهما السلام Frasha10مقتل السبط الثالث المحسن بن علي عليهما السلام Frasha10مقتل السبط الثالث المحسن بن علي عليهما السلام Frasha10

اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة كل المواضيع اذا كنت عضو مسجل تفضل بالدخول


منتديات نور العاشقين ملتقى العرب والعراقيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات نور العاشقين ملتقى العرب والعراقيين


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 مقتل السبط الثالث المحسن بن علي عليهما السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شخص محبوب
المدير العام
المدير العام
شخص محبوب


الـــعمر : 36

الـــــبــلـد : العراق
الجـــنس : ذكر
المساهمات : 1410

مقتل السبط الثالث المحسن بن علي عليهما السلام Empty
مُساهمةموضوع: مقتل السبط الثالث المحسن بن علي عليهما السلام   مقتل السبط الثالث المحسن بن علي عليهما السلام I_icon_minitime29/09/11, 01:55 am

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

مقتل السبط الثالث المحسن بن علي عليهما السلام
لما كانت الليلة التي استشهد في صبيحتها رسول رب السماء محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، دعا أهل بيته الطاهرين علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وأغلق عليه وعليهم الباب وأمر النساء بالخروج من الدار وأوقف أم سلمه على الباب لئلا يقربه أحد. ثم أخذ يناجيهم مطولا وهم يبكون على ما جرى لرسول الله في مرضه الذي سببته جرعة السم التي سُقيها في إغماءته من عائشة وحفصة بأمر أبويهما.



قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): " فما لبثت أن نادتني فاطمة (عليها السلام) فدخلت على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - وهو يجود بنفسه - فبكيت ولم أملك نفسي حين رأيته بتلك الحال، فقال لي: " ما يبكيك يا علي!؟ ليس هذا أوان البكاء.. فقد حان الفراق بيني وبينك، فأستودعك الله يا أخي! فقد اختارني ربى لما عنده.. وانما بكائي وغمي وحزني عليك وعلى هذه – وأشار إلى فاطمة - أن تضيع بعدي، فقد أجمع القوم على ظلمكم، وقد استودعتكم الله، وقبلكم مني وديعة. يا علي! إني قد أوصيت فاطمة ابنتي بأشياء وأمرتها أن تلقيها إليك، فأنفذها فهي الصادقة الصدوقة.. " ثم ضمها إليه ولما أراد أن يكلمها غلبته عبرته فلم يقدر على الكلام، فبكت فاطمة بكاء شديدا وقالت: يا رسول الله! قد قطعت قلبي وأحرقت كبدي لبكائك يا سيد النبيين من الأولين والآخرين، ويا أمين ربه ورسوله، ويا حبيبه ونبيه. من لولدي بعدك؟ ومن لأهل بيتك بعدك؟ من لعلي أخيك وناصر الدين؟ من لوحي الله؟ ثم بكت وأكبت على وجهه تقبّله، فقبل (صلى الله عليه وآله) رأسها وقال: " فداك أبوك يا فاطمة..! " فعلا صوتها بالبكاء، ثم ضمها إليه وقال: " أما والله لينتقمن الله ربي، وليغضبن لغضبك، فالويل ثم الويل ثم الويل للظالمين.. ".



ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وترقرقت عبرته. يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): " فوالله لقد حسبت بضعة مني قد ذهبت لبكائه! وهملت عيناه مثل المطر حتى بلت دموعه لحيته وملاءةً كانت عليه، وهو يلتزم فاطمة لا يفارقها. ورأسه على صدري وأنا مسنده، والحسن والحسين يقبّلان قدميه ويبكيان بأعلى أصواتهما.. "



وبينما هم على تلك الحال وإذا بجبرئيل وميكائيل وسائر الملائكة المقربين ينزلون أفواجا من السماء إلى الأرض ويجتمعون في بيت خاتم النبوة وهم يضجون بالبكاء لرؤياهم بكاء رسول الله وابنته الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهما السلام. يقول أمير المؤمنين عليه السلام:لقد رأيت بكاء من فاطمة، أحسب ان السماوات والأرضين قد بكت لها " .



ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للزهراء عليها السلام: يا بنية! الله خليفتي عليكم وهو خير خليفة، والذي بعثني بالحق لقد بكى لبكائك عرش الله وما حوله من الملائكة والسماوات والأرضون وما فيهما. يا فاطمة! والذي بعثني بالحق لاقومن بخصومة أعدائك، وليندمن قوم أخذوا حقك، وقطعوا مودتك، وكذبوا علي."



ثم دعا رسول الله قائلا: "! ويل لمن ظلمها..! ويل لمن ابتزها حقها..! ويل لمن هتك حرمتها..! ويل لمن شاقها وبارزها.. ويل لمن أحرق بابها..! ويل لمن آذى حليلها.. ! اللهم اني منهم برئ وهم مني براء ". ثم ضم (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة إليه وعليا والحسن والحسين وقال: اللهم إني لهم ولمن شايعهم سلم، وزعيم بأنهم يدخلون الجنة، وحرب وعدو لمن عاداهم وظلمهم وتقدّمهم أو تأخر عنهم وعن شيعتهم، زعيم بأنهم يدخلون النار. ثم والله يا فاطمة، لا أرضى حتى ترضي، ثم لا أرضى حتى ترضي.



ثم توجه بوجهه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أخيه أمير المؤمنين عليه السلام فقال: اعلم - يا علي! - اني راض عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة، وكذلك ربي وملائكته".



وقضى أهل بيت الوحي (عليهم السلام) ليلتهم تلك في البكاء والنحيب حيث كانت آخر لحظات عمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المظلوم الشهيد المسموم، وفي صبيحة ذلك اليوم وهو يوم الإثنين الثامن والعشرين من شهر صفر للسنة العاشرة من الهجرة، وبعدما استشرى السم في البدن الشريف لخاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) وضع رأسه في حجر أخيه أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وقرّب أذنه من فمه وأخذ يلقي عليه علوم النبوة وأسرار الولاية وعلّمه ألف باب من العلم يفتح له من كل باب ألف باب. وبينما كان كذلك عرق جبينه.. وانتفض بدنه.. فأغمض عينيه.. وأسبل يديه.. ثم فاضت روحه الطاهرة.. فسالت بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخذها وأمررها على وجهه إلى أن صعدت لبارئها وبارئ الخلائق أجمعين.



وارتفعت أصوات الخلائق بالبكاء واهتزت السماوات والأرضون لفقد خاتم الأنبياء، وصرخ الحسنان: وا جداه.. وا رسول الله.. ونادت الزهراء: وا أبتاه.. وا محمداه... وا حبيباه... ثم سقطت مغشيا عليها.



رفع أمير المؤمنين (عليه السلام) جثمان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهيأه للغسل. يقول سلمان الفارسي: أتيت عليا عليه السلام وهو يغسّل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد كان أوصى أن لا يغسله غير علي وأخبر أنه لا يريد أن يقلّب منه عضوا إلا قلب له، وقد قال أمير المؤمنين لرسول الله: من يعينني على غسلك يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وآله: جبرئيل.



فلما غسله وكفنه، أدخل عليه السلام سلمان وأبا ذر والمقداد وفاطمة وحسنا وحسينا، فتقدم وصفوا خلفه فصلى عليه، وعائشة في الحجرة لا تعلم، قد أخذ جبرئيل ببصرها، ثم جاءت أفواج الملائكة وصفّت خلفه وصلى بهم.



ولما تنامى العلم بأن رسول الله المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) قد ارتحل إلى جوار ربّه، ضجت المدينة بالبكاء والعويل، وتوافد المهاجرون والأنصار على بيت النبوة والرسالة، فأدخل أمير المؤمنين (عليه السلام) عشرة من هؤلاء وعشرة من هؤلاء فيصلون ويخرجون بالتناوب، حتى لا يبقى أحد من المهاجرين والأنصار إلا صلى عليه.



ولما رأى عمر بن الخطاب (عليه اللعنة) توافد الناس على بيت النبوة، وكان أبو بكر غائبا إذ كان في السنح في أعالي المدينة، خشي أن يبايعوا لوصي رسول الله وخليفته على أمته الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام) وأن تذهب أمانيه وأماني صاحبه بالخلافة، فطفق يحاول تأخير أمر البيعة للخليفة الشرعي، فأشهر سيفه وأخذ يجول في طرقات المدينة يتوعّد أهلها وهو يكذب ويقول: ما مات رسول الله ولا يموت حتى يظهر دينه على الدين كله، وليرجعن فليقطعن أيدي رجال، وأرجلهم ممن أرجف بموته. إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفي، وإن رسول الله والله ما مات، ولكنه ذهب إلى ربه، كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع بعد أن قيل قد مات. والله ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، يزعمون أن رسول الله مات. ألا لا أسمع رجلا يقول: مات رسول الله إلا ضربته بسيفي.



وأرسل عمر سالم بن عبيد إلى أبي بكر ليخبره بوفاة رسول الله وضرورة مجيئه لئلا تضيع الفرصة، فجاء أبو بكر مسرعا، ولما أن تلقّاه عمر سكن وقد كان للتو يحلف بالله أن رسول الله ما مات! فقال له أبو بكر: أيها الحالف على رسلك! ثم قال: من كان يعبد محمدا، فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت. فهدأت فورة عمر وأظهر أنه قد أفاق من سكرته. وكان قصده من كل هذا أن يؤخر البيعة لعلي عليه السلام حتى يأتي أبو بكر فيبرمها له حيلةً.



وبينما كان أهل بيت النبي مشغولين بالمصيبة العظمى والنازلة الكبرى وهم مجتمعون للعزاء والسلوى؛ كان أهل النفاق يطمعون بالخلافة والسلطة ويعدّون العّدة لاغتنام الغنيمة، فترك أبو بكر وعمر ومن إليهما جنازة رسول الله ولم يحضروها ولم يصلوا عليه، وتراكضوا يتعادون إلى سقيفة بني ساعدة بعدما علموا أن الأنصار مجتمعون هناك لإبرام أمر الخلافة. فسارعوا إليهم ينازعونهم في الأمر، ووقعت الفرقة، فهذا يتوعد، وذاك يهدد، وقيل منا أمير ومنكم أمير، ولعن بعضهم بعضا، وأطلت الفتنة بقرنيها، حتى حسمها الشيطان لحليفه، فاحتال عمر لأن تتم فلتة البيعة لأبي بكر بن أبي قحافة.



وجاء العباس عم النبي إلى أمير المؤمنين وقال له: يا علي.. ابسط يدك أبايعك فيقال عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله، ويبايعك أهل بيتك، فإن هذا الأمر إذا كان لم يُقَل. فأبى علي عليه السلام وقال: ومن يطلب هذا الأمر غيرنا؟



وبينا هما كذلك، إذ سمعا بصوت التكبير والتهليل بمسجد النبي صلى الله عليه وآله، وإذا بأبي بكر يحوطه عمر وأبو عبيدة بن الجراح وسائر الناس قد جاؤوا به يزفّونه زفّ العروس ليرتقي المنبر معلنا بداية ولايته وحكمه، فقال علي عليه السلام متعجبنا: "ما هذا؟!" فقال له العباس: "ما رئي مثل هذا قط، أما قلت لك؟!" وصاحت فاطمة عليها السلام: وا سوء صباحاه! فسمعها أبو بكر فقال: إن صباحك لصباح سوء!



وغضب بعض الأصحاب في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) من بيعة أبي بكر، وقد كان النبي (صلى الله عليه وآله) قد بايعهم لأمير المؤمنين عليه السلام يوم الغدير. فانحاز سلمان والمقداد وأبو ذر والزبير وطلحة والعباس وجماعة من بني هاشم إلى بيت علي عليه السلام. فذهب إليهم عمر في جماعة ممن بايع فيهم أسيدبن حضير، وسلمة بن سلامة فألفوهم مجتمعين، فقال لهم: بايعوا أبابكر! فقد بايعه الناس! فوثب الزبير إلى سيفه، فقال عمر: عليكم بالكلب فاكفونا شره.. فبادر سلمة بن سلامة فانتزع السيف من يده، فأخذه عمر فضرب به الأرض فكسره، وأحدقوا بمن كان هناك من بني هاشم ومضوا بجماعتهم إلى أبي بكر، فلما حضروا قالوا: بايعوا أبابكر! فقد بايعه الناس، وايم الله لئن أبيتم ذلك لنحاكمنكم بالسيف.. فلما رأى ذلك بنو هاشم أقبل رجل رجل فجعل يبايع، حتى لم يبق ممن حضر إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال له: بايع أبابكر، فقال علي (عليه السلام): " أنا أحق بهذا الأمر منه وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتأخذونه منا أهل البيت غصبا؟! ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم لمكانكم من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأعطوكم المقادة، وسلموا لكم الإمارة، وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم على الأنصار، أنا أولى برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيا وميتا. ( وأنا وصيه ووزيره، ومستودع سره وعلمه، وأنا الصديق الأكبر، أول من آمن به وصدقه، وأحسنكم بلاء في جهاد المشركين، وأعرفكم بالكتاب والسنة، وأفقهكم في الدين، وأعلمكم بعواقب الأمور، وأذربكم لسانا، وأثبتكم جنانا، فعلام تنازعونا هذا الأمر..؟! ) أنصفونا - إن كنتم تخافون الله - من أنفسكم، واعرفوا لنا من الأمر مثل ما عرفته الأنصار لكم، وإلا فبوؤا بالظلم وأنتم تعلمون. يا معاشر المهاجرين والأنصار! الله الله ( لا تنسوا عهد نبيكم إليكم في أمري و ) لا تخرجوا سلطان محمد من داره وقعر بيته إلى دوركم وقعر بيوتكم وتدفعوا أهله عن حقه ومقامه في الناس، يا معاشر الجمع! ( إن الله قضى وحكم ونبيه أعلم وأنتم تعلمون ) إنا أهل البيت أحق بهذا الأمر منكم، أما كان منا القارئ لكتاب الله، الفقيه في دين الله، المضطلع بأمر الرعية؟ والله إنه لفينا لا فيكم، فلا تتبعوا الهوى فتزدادوا من الحق بعدا، وتفسدوا قديمكم بشر من حديثكم.. ( فقال عمر: أما لك بأهل بيتك أسوة..؟! فقال علي (عليه السلام): " سلوهم عن ذلك.. "، فابتدر القوم الذين بايعوا من بني هاشم، فقالوا: ما بيعتنا بحجة على علي (عليه السلام).. ومعاذ الله أن نقول أنا نوازيه في الهجرة وحسن الجهاد، والمحل من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ) فقال عمر: إنك لست متروكا حتى تبايع طوعا أو كرها. فقال علي (عليه السلام): " احلب حلبا لك شطره، اشدد له اليوم ليرد عليك غدا، إذا والله لا أقبل قولك، ولا أحفل بمقامك.. ولا أبايع "



فقال بشيربن سعد الأنصاري وكان ممن وطأ الأمر لأبي بكر - وقالت معه جماعة من الأنصار ): يا أباالحسن! لو كان هذا الكلام سمعته الأنصار منك قبل الانضمام لأبي بكر ما اختلف فيك اثنان (.. فقال علي (عليه السلام): " يا هؤلاء أكنت أدع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مسجى لا أواريه وأخرج أنازع في سلطانه؟! ! " ) لبيعتي كانت قبل بيعة أبي بكر، شهدها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمر الله بها.. أو ليس قد بايعني؟ !... فما بالهما يدعيان ما ليس لهما وليسا بأهله ". والله ما خفت أحدا يسمو له وينازعنا أهل البيت فيه ويستحل ما استحللتموه، ولا علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ترك يوم غدير خم لأحد حجة، ولا لقائل مقالا، فأنشد الله رجلا سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم غدير خم يقول: " من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله ".. أن يشهد بما سمع ".



قال زيدبن أرقم: فشهد اثنا عشر رجلا بدريا بذلك، وكنت ممن سمع القول من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكتمت الشهادة يومئذ فذهب بصري. وكثر الكلام في هذا المعنى وارتفع الصوت وخشى عمر أن يُصغى ألى قول علي (عليه السلام) ففسخ المجلس وقال: إن الله تعالى يقلب القلوب والأبصار. فانصرفوا يومهم ذلك.



فجلس أمير المؤمنين (عليه السلام) في بيته معتزلا القوم، واشتغل بجمع القرآن ونظمه كما أوصاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فأكثر الناس في تخلفه عن بيعة أبي بكر، وبدأوا يتلاومون على خذلانهم لوصي رسول الله وبيعتهم لأبي بكر، فامتنع بعض الناس عن البيعة، فغاظ ذلك أبا بكر وعمر، فأرسل عمر إلى رجال من الأعراب ليستعين بهم على إكراه الناس على بيعة أبي بكر. يقول زائدة بن قدامة: كان جماعة من الأعراب قد دخلوا المدينة ليمتاروا منها، فشغل الناس عنهم بموت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فشهدوا البيعة وحضروا الأمر، فأنفذ إليهم عمر واستدعاهم وقال لهم: اخرجوا إلى الناس واحشروهم ليبايعوا فمن امتنع فاضربوا رأسه وجبينه.. قال زائدة: فوالله لقد رأيت الأعراب قد تحزموا واتشحوا بالأزر الصنعانية وأخذوا بأيديهم الخشب وخرجوا حتى خبطوا الناس خبطا وجاؤوا بهم مكرهين إلى البيعة.



وتوافد بعض المهاجرين والأنصار على بيت النبوة وقالوا لعلي عليه السلام: أنت والله أمير المؤمنين، وأنت والله أحق الناس وأولاهم بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هلم يدك نبايعك: فوالله لنموتن قدامك، لا والله لا نعطي أحدا طاعة بعدك. قال (عليه السلام): " ولم؟ " قالوا: إنا سمعنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيك يوم غدير. قال (عليه السلام): " وتفعلون؟ " قالوا: نعم. قال (عليه السلام): إن كنتم صادقين فاغدوا علي غدا محلقين.. ". فما أتاه إلا سلمان وأبوذر والمقداد وقيل الزبير وعمار أتاه بعد الظهر، فلما رأى أمير المؤمنين ذلك قال لهم: ارجعوا، فلا حاجة لي فيكم، أنتم لم تطيعوني في حلق الرأس، فكيف تطيعوني في قتال جبال الحديد !؟



ثم إن عمر أتى أبابكر فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة؟ فإن الناس أجمعين قد بايعوك ما خلا هذا الرجل وأهل بيته وهؤلاء النفر..! أرسل إلى علي فليبايع، فإنا لسنا في شئ حتى يبايع.. يا هذا! ليس في يديك شئ منه مالم يبايعك علي، فابعث إليه حتى يأتيك فيبايعك، فإنما هؤلاء رعاع.. فبعث أبو بكر إلى علي عليه السلام قنفذا فقال له: اذهب فقل لعلي: أجب خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فذهب قنفذ فما لبث أن رجع فقال لأبي بكر: قال لك: " والله ما استخلف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحدا غيري، لسريع ما كذبتم على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وارتددتم، يا قنفذ قل لأبي بكر: إنك لتعلم من خليفة رسول الله "، فأقبل قنفذ إلى أبي بكر فأبلغه الرسالة فقال أبوبكر: صدق علي..! ما استخلفني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فقال عمر: يا قنفذ.. ارجع إليه فقل: خليفة المسلمين يدعوك. فرجع قنفذ إلى علي فأدى الرسالة، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): "من استخلف مستخلفا فهو دون من استخلفه، وليس للمستخلَف أن يتأمر على المستخلِف"!



ولما عاد قنفذ وأدى الرسالة، غضب عمر ووثب وقام، وقال: ألا تضم هذا المتخلف عنك بالبيعة..؟! فقال أبوبكر: اجلس، ثم قال لقنفذ: اذهب إليه فقل له: أجب أمير المؤمنين أبابكر.. فأقبل قنفذ حتى دخل على علي (عليه السلام) فأبلغه الرسالة، فقال: "كذب والله! انطلق إليه فقل له: لقد تسميت باسم ليس لك، فقد علمت أن أمير المؤمنين غيرك، سبحان الله! ما والله طال العهد فينسى، والله إنه ليعلم إن هذا الاسم لا يصلح إلا لي، ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - وهو سابع سبعة - فسلموا علي بإمره المؤمنين" فرجع قنفذ فأبلغهما.



فوثب عمر غضبان فقال: والله إني لعارف بسخفه! وضعف رأيه! وإنه لا يستقيم لنا أمر حتى نقتله.. فخلني آتيك برأسه، فقال أبوبكر: اجلس! فأبى، فأقسم عليه فجلس، ثم قال: يا قنفذ! انطلق فقل له: أجب أبابكر.. فأقبل قنفذ فقال: يا علي! أجب أبابكر، فقال علي (عليه السلام): "إني لفي شغل عنه، وما كنت بالذي أترك وصية خليلي وأخي وأنطلق إلى أبي بكر وما اجتمعتم عليه من الجور، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لي وأوصاني إذا واريته في حفرته: أن لا أخرج من بيتي حتى أؤلف كتاب الله فإنه في جرائد النخل وفي أكتاف الإبل".



فسكتوا عنه أياما، فجمعه في ثوب واحد وختمه، ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فنادى علي (عليه السلام) بأعلى صوته: "أيها الناس! إني لم أزل مذ قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مشغولا بغسله، ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب الواحد، فلم ينزل الله على رسول آية منه إلا وقد جمعتها، وليست منه آية إلا وقد أقرأنيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلمني تأويلها.. لئلا تقولوا غدا إنا كنا عن هذا غافلين، لا تقولوا يوم القيامة إني لم أدعكم إلى نصرتي.. ولم أذكركم حقي.. ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته". فقال له عمر مستهزئا: ما أغنانا بما معنا من القرآن عما تدعونا إليه! فدخل أمير المؤمنين (عليه السلام) بيته واعتزل القوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقتل السبط الثالث المحسن بن علي عليهما السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة إسحاق و يعقوب عليهما السلام
» السيدة سكينة بنت الإمام الحسين(عليهما السلام)
» أوجه الشبه بين النبي يحيى والإمام الحسين ( عليهما السلام )
»  قصه شمويل عليه السلام وفيها بدء امر داود عليه السلام
» بهلول - أعقل المجانين الجزء الثالث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نور العاشقين ملتقى العرب والعراقيين :: ::المنتديات الأسلامية:: :: منتدى اهل البيت عليهم السلام-
انتقل الى: