الحبة السوداء في الطب النبوي:
إن الإسلام رغب بالعلم النافع, وأبان أن العلم لا يقف عند حد, والإنسان مخاطب بقول الحق " وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا " ( سورة طه: 114 ).
ومنبها بقوله تبارك وتعالى" وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً " ( سورة الإسراء: 85 ).
وقد نبه المبعوث رحمة للعالمين بالرجوع في التداوي إلى أهل الخبرة وحذر المدعين في قوله صلى الله عليه وسلم " من طبب ولم يعلم منه الطب قبل ذلك فهو ضامن " رواه ابو داود والنسائي والبيهقي والحاكم. وقد أشار المصطفى صلى الله عليه وسلم أن لكل داء دواء علمه الطبيب أو جهله يستثنى من ذلك الموت والهرم.
صورة لزهرة الحبة السوداء
عن أسامة بن شريك الثعلبي قال: ( كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الأعراب فقالوا: يا رسول الله أنتداوى ؟ فقال: " نعم يا عباد الله تداوو فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء غير داء واحد" فقالوا: ما هو ؟ قال " الهرم " رواه الإمام أحمد في مسنده و أصحاب السنن الأربعة: ( الترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة).
وقال عليه السلام: " لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء بريء بإذن الله عز وجل" رواه احمد والإمام مسلم عن جابر رضي الله عنه.
ثبت في الصحيحين من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا (السام) والسام: الموت.
كما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام. قلت وما السام؟ قال الموت.
وفي رواية لمسلم: ما من داء إلا في الحبة السوداء منه شفاء. أختلف علماء المسلمين الأوائل في تفسير هذه الأحاديث بناء على معلومات عصرهم: فقال فريق منهم: أن العموم غير مراد وإنما يراد به الخصوص.
فقال المناوي فإن فيها شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة ولكن لا تستعمل في داء صرفاً، بل تارة تستعمل مفردة وتارة مركبة بحسب ما يقتضيه المرض. وقال الحافظ ابن حجر: (ويؤخذ من ذلك أن معنى كون الحبة شفاء من كل داء أنها لا تستعمل في كل داء صرفاً, بل ربما استعملت مفردة, و ربما استعملت مركبة, وربما استعملت مسحوقة وغير مسحوقة, وربما استعملت أكلاً وشرباً وسعوطاً وضماداً وغير ذلك. وقيل إن قوله " كل داء " تقديره يقبل العلاج بها فإنها تنفع من الأمراض الباردة, وأما الأمراض الحارة فلا). فتح الباري (10 / 144).
وورد في الصحيحين من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام " والسام هو الموت. ولقد جاء عن الحبة السوداء في كتب بعض الأطباء المسلمين وغيرهم أن استخدموها في علاج كثير من الأمراض ومنهم على سبيل المثال ابن البيطار, والملك المظفر يوسف بن عمر بن علي رسول الغساني التركماني " أعظم ملوك الدولة الرسولية التي حكمت اليمن من 626 هـ إلى 803 هـ وكذلك ابن جزله البغدادي، وداود الأنطاكي, وأحمد بن الجزار القيرواني, وابن قيم الجوزية. ولقد ظهرت في دول أمريكا وأروبا وروسيا مستشفيات لاقت رواجا وأثبتت نجاحها بسبب اعتمادها على العلاج بالأعشاب, وكذلك ينتشر هذا العلاج في دول مثل رومانيا وأوروبا بشكل واسع.
الآثار العلاجية للحبة السوداء: