علامــات الخطر بسم الله الرحمن الرحيم العلامة الأولى : إذا شعرت بضيق صدر ينتابك، ممتزج مع الشعور بالخوف والعجز عن ترك معصية بعينها، فأدرك نفسك بخلوة عاجلة _ لن تطاوعك نفسك إليها بسهولة _ وارفع يديك إلى السماء، وقل : يارب . . أبرأ إليك من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك . . ومن ضعفي وعجزي إلى جبروتك وقدرتك . . اصرف عني ما أنا فيه . . وامنحنى القدرة على الانخلاع عن معصيتك . . فلقد ذهبت بي بعيداً عن رحابك!! وها هو الخوف يدب في أوصال قلبي لابتعادي عن جنابك!! العلامة الثانية : إذا شعرت بلامبالاة بضياع الفرائض منك في جماعة، وبالأخص صلاتي الفجر والعشاء، فاعمد إلى زيارة المقابر وحدك ليلاً _ ولن يسهل عليك بالطبع ذلك _ وقف على القبور وتذكر أنه لا يفصلك عمن بداخلها سوي بضعة سنتيمترات!! بل قد تكون من أهلها في أقل من لحظات!! ثم حاول استشعار حجم ثقل الموت ومدى صعوبته عليك إذا وافتك المنية وأنت على هذه الحال من التفريط في صلاة الجماعة!! واسأل نفسك على تستطيعين القدوم على الله بهذا التفريط؟! حيينها سوف تشعر وكأن حجراً ثقيلاً قد برك على صدرك، وكلما استطعت استشعار حجم ذلك الحجر، كلما استطعت تحديد مقدار النفاق الذي تسرب إلى قلبك!! حيث أن هذا الشعور في حقيقة أمره، علامة معيار النفاق في قلبك، وهوان أوامر الله عليك!! العلامة الثالثة : إذا قابلت فقيراً وأخذ يتبادل معك الحديث، ويستطرد بروح كلها أخوة ومودة، وأنت في المقابل تحاول إرغام نفسك على التبسط وتبادل الحديث معه، ولكنك تشعر بحرج شديد، وصعوبة بالغة في الوصول لذلك التبسط!! فادخل إلى دورة المياة على الفور!! وتذكر أنك خرجت إلى الدنيا من نفس المخرج الذي يقضي منه الناس حاجتهم في دورة المياة تلك!! وأن ما تجده من شعور بالحرج في التعامل مع ذاك الفقير، إنما هو علامة تحدد لك مقدار ما في قلبك من الكبر الذي يمثل بالنسبة لك نذير شؤم بأن تكون موطأ الأقدام يوم القيامة!! وحائلك عن دخول الجنة!! فانزعه من نفسك انتزاعاً إن استطعت؛ قبل أن ينزع قدمك عن الصراط فتهوي في سحيق اللهيب يوم القيامة!!