دلالات القرية والمدينة في القرآن العظيم
أولاً: وردت لفظة المدينة في
القرآن الكريم اثنا عشر12 مرة كلها معرفة بأل . فهي لم ترد في كل المواضع إلا بصيغة
معرفة الدلالة. ولم ترد في حال النكرة في أي منها.
ثانياً : وردت كلمة قرية في
القرآن الكريم 29 مرّة منها 8 مرات معرّفة بأل . والباقي 21 وردت بصيغة
النكرة.
ثالثاً: إن كلمة قرية عامة الدلالة تشمل المدينة الكبيرة والضيعة
الصغيرة. فكل مدينة تعتبر قرية . ولكن ليس كل قرية مدينة.
رابعاً: قد تعني كلمة
قرية أيضاً المصر أو الإقليم كقوله تعالى: قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا
قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ
يَفْعَلُونَ..
خامساً:وقد تعني أيضاً فئة أو قوم يسكنون في تجمع واحد مثل قرى
قوم لوط وغيرها مما ذكر في القرآن مثل قوله تعالى: (وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي
كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا)
أي في كل قوم نذير
أو كقوله تعالى أيضاً:( وَلَمَّا
جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ
هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ).
والمعلوم أن قوم لوط
كانوا يسكنون قرىً كثيرة وليس قرية واحدة.
سادساً: وعلى ذلك فقد يكون ذكر
القرية في كل المواضع القرآنية يدل على مكان جغرافي واسع هو أكبر من المدينة. أو
أنه يعطي دلالة عامة على قوم أو مصر ولا يقصد فيه بقعة جغرافية محددة كالتي تفيد
عند استخدام كلمة مدينة.ولهذا السبب لم تذكر المدينة في القرآن إلا معرفة بأل
التعريف لتفيد الدلالة على بقعة معينة لا تتعداها.
والله تعالى أعلم
__________________
كاتب وباحث ومؤلف