التفسير
النبوي
للقرآن
تأليف:
فضيلة الشيخ
سلمان
بن فهد العودة
المشرف العام على موقع الإسلام اليوم
مقدمة*
(الحَمدُ لله الَّذِي أَنزَلَ عَلَى
عَبدِهِ لكِتَابَ وَلَم يَجعَل لَهُ عوَجًا.قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأسًا شَدِيدًا مِن
لَدُنهُ وَيُبَشِّرَ المُؤمِنِينَ الَّذِينَ يَعمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُم
أَجرًا حَسَنًا.مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا.وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ
الله وَلَدًا) [الكهف:1-4].
والصلاة والسلام على رسوله القائل -كما في حديث
المقدام رضي الله عنه وغيره-: "ألا إني أوتيت القـرآن ومثله معه، ألا يوشك رجـل
شبعان على أريكته أن يقول حين يأتيه الأمر من أمري فيما أمرت به، أو فيما نهيت عنه،
فيقول: عندنا كتاب الله حسبنا، ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما
حرم الله تعالى"([i]).
أمَّا بعد:
فإن من نعمة الله تعالى على الناس
أجمعين أن توجد بين أظهرهم كلمات الله المنـزلة محفوظة من الزيادة
والنقصان.
ولعل هذه أعظم نعمة يفيض الله تعالى خيرها على البشر أجمعين، أن
يكون بين أيديهم كتاب محفوظ، يحكِّمونه في حياتهم، ويحتكمون إليه فيما يقع بينهم من
اختلاف، وذلك بعد أن حُرِّفت الكتب السماوية كالتوراة والإنجيل وغيرها، وضاع
أكثرها، ولعبت بها أيدي التغيير والتبديل، قال تعالى: (فَوَيلٌ لِلَّذِينَ
يَكتُبُونَ الكِتَابَ بِأَيدِيهِم ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِن عِندِ الله
لِيَشتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيلٌ لَهُم مِمَّا كَتَبَت أَيدِيهِم وَوَيلٌ
لَهُم مِمَّا يَكسِبُونَ) [البقرة:79].
ولذلك كان علم التفسير من أعظم
العلوم على الإطلاق؛ إذ هو الطريق إلى فهم معاني القرآن الكريم ومراد الله سبحانه
وتعالى من خلقه، ومن هنا اعتنى العلماء -سلفًا وخلفًا- بهذا العلم اهتمامًا عظيمًا،
وصنَّفوا فيه الكثير من المصنفات.
وقد بدأت مسيرة تفسير كتاب الله تعالى في
عهد النبوة؛ حيث يعتبر النبي صلى الله عليه وسلم المرجع الأول في تفسير كتاب الله
تعالى، فقد فسّر آيات الكتاب العزيز بقوله وعمله صلى الله عليه وسلم.
وسوف
نتناول في هذه الرسالة موضوع: التفسير النبوي للقرآن الكريم، وذلك من خلال الفصول
الآتية:
.الفصل الأول: خصائص القرآن الكريم.
.الفصل الثاني: عناية
الأمة بتفسير القرآن الكريم.
.الفصل الثالث: البلاغ النبوي للقرآن
الكريم.
.الفصل الرابع: تفسير الصحابة للقرآن الكريم.
.الفصل الخامس:
أنواع بيان السنة للقرآن الكريم.
....................
* أصل هذه الرسالة
محاضرة ألقيت في بريدة عام (1412هـ) ثم قام المكتب العلمي بموقع الإسلام اليوم
بإعدادها في هذا الكتيب.
(1) أخرجه أحمد (17174)، والدارمي (606)، وأبو
داود (4594)، والترمذي (2664)، وابن ماجة (12)، والمروزي في السنة (244)، والطبراني
في مسند الشاميين (1061)، من حديث المقدام بن معديكرب الكندي. قال الترمذي: حديث
حسن غريب من هذا الوجه. اهـ، وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع
(2643).
لمتابعة الدرس الرجاء تحميل ما تبقى من الروابط
التالية:من
هنا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] __________________
الا بذكر الله تطمئن القلوب.