قال الله تعالى:
هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما
تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا
لنكونن من الشاكرين * فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما
يشركون "
تذكر كثير من التفاسير أن المعني في الشرك في الآية الكريمة حواء وآدم.
وهذا افتراء عظيم رد عليه العلماء وجعلوه فاسداً لوجوه كثيرة يُرجع اليها.
ومن
هؤلا الذين أسقطوا هذا الإفتراء ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه روضة المحبين:
يقول رحمه الله:
فالنفس الواحدة وزوجها آدم وحواء ، واللذان جعلا له شركاء
فيما آتاهما هم المشركون من أولادهما .
ولا يلتفت إلى غير ذلك مما قيل إن آدم
وحواء كان لا يعيش لهما ولد فأتاهما إبليس فقال: إن أحببتما أن يعيش لكما ولد
فسمياه عبد الحارث.
انتهى كلام ابن القيم يرحمه الله
قلت: فهذه الأقوال التي
اتهمت آدم وحواء في الإشراك كلها فاسدة لا ترتقي الى دليل عقلي ناهيك عن نقلي
.
والصحيح أن الإشراك الذي تتحدث عنه الآية هو الإشراك في عبادة الأوثان من نسل
آدم وحواء الذين أشركوا بعدهما. وهذا يتوافق مع حال قريش الذين كانوا يعبدون
الأصنام . والخطاب موجه لهم لأجل الإعتبار.
والله أعلم