إعـداد المعـالج
أولا : اعرف عدوك :
يقول الله تعالى في سورة الأنفال : } وَأَعِدّواْ لَهُمْ مّا اسْتَطَعْتُمْ مّن قُوّةٍ وَمِن رّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوّ اللّهِ وَعَدُوّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ { .يقول ابن كثير عند تفسيره لقوله تعالى :} وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ { قال سفيان الثوري قال ابن يمان هم الشياطين التي في الدور . وعن يزيد بن عبدالله بن غريب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في قول الله تعالى:} وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ { قال هم الجن أ.هـ.
فإذا أردت أن تحارب عدواً فانك لابد أن تعرف من هو وما هي قوته حتى تعد القوة اللازمة التي تواجهه بها وتتغلب عليه بإذن الله تعالى ، ومعالجة السحر وصرع الأرواح الخبيثة جهاد يحتاج إلى عدة، فانك سوف تحارب شياطين ومردة وعفاريت وسحرة جن ، تحارب كل هؤلاء وأنت لا تراهم يقول تعالى: } إِنّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنّا جَعَلْنَا الشّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ{ [الأعراف:27]
يقول ابن تيمية مجموع الفتاوى الجزء 19: إذا كان الجن من العفاريت والمعالج ضعيف فقد تؤذيه، فينبغي لمثل هذا أن يتحرز بقراءة المعوذات والصلاة والدعاء ونحو ذلك مما يقوي الإيمان ، ويجتنب الذنوب التي بها يستطيلون عليه ، فانه مجاهد في سبيل الله ، وهذا من أعظم الجهاد ، فليحذر أن ينتصر العدو عليه بذنوبه .
ويقول : وأما من سلك في دفع عداوتهم مسلك العدل الذي أمر الله به ورسوله ، فانه لم يظلمهم بل هو مطيع لله ورسوله في نصر المظلوم وإغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب بالطريق الشرعي التي ليس فيها شرك بالخالق ، ولا ظلم للمخلوق ، ومثل هذا لا تؤذيه الجن ، إما لمعرفتهم بأنه عادل ، وإما لعجزهم عنه. ويقول في جوابه على نصرة المظلوم : يجوز ، بل يستحب ، وقد يجب، أن يذب عن المظلوم وان ينصر ولكن ينصر بالعدل كما أمر الله ورسوله بالأدعية ، والأذكار الشرعية ، ومثل أمر الجني ونهيه كما يؤمر الإنسي وينهى ، ويجوز من ذلك ما يجوز مثله في حق الإنسي مثل أن يحتاج إلى انتهار الجني وتهديده ولعنه وسبه ، وإذا بريء المصاب بالدعاء والذكر وأمر الجن ونهيهم وانتهارهم وسبهم ولعنهم ونحو ذلك من الكلام حصل المقصود ، وإن كان ذلك يتضمن مرض طائفة من الجن أو موتهم ، فهم الظالمون لأنفسهم أ.هـ
ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين :اعلم أن الجني يتلبس الإنسي ويصرعه ويجعله يتخبط وربما قتله وربما قاده إلى ما فيه هلاكه بالقائه في حفرة أو ماء يغرقه أو نار تحرقه أو يفعل ذلك بأهله وأولاده.
وينبغي أن لا يتخوف أحد من تعلم هذا العلم والعمل به لأنه عبادة وجهاد في سبيل الله تعالى ، وأن عباد الله الحافظين لحدود الله في كنف الله وفي حفظ الله ورعايته وحمايته ، يقول الله سبحانه وتعالى :
} إِنّ الّذِينَ قَالُواْ رَبـُنَا اللّهُ ثُمّ اسْتَقَامُواْ تَتَنَزّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِالْجَنّةِ الّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَفِي الاَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِيَ أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدّعُونَ {[فصلت 30 – 31] .
ثانيا : طلب العلم :
أوصي كل من يريد أن يصبح راقياً أن يطلب العلم الشرعي ويكثر من قراءة الكتب التي لها علاقة في مجال الرقية ، وأن يستفيد من تجارب الآخرين ، وينبغي عليه مصاحبة أحد المعالجين بالرقية الشرعية وملاحظة كيفية تعامله مع المرضى ومحاربة الشياطين .
يقول موفق الدين البغدادي: أوصيك أن لا تأخذ العلوم من الكتب وإن وثقت من نفسك بقوة الفهم ، وعليك بالأستاذين في كل علم تطلب اكتسابه ، ولو كان الأستاذ ناقصا فخذ عنه ما عنده حتى تجد أكمل منه، وعليك بتعظيمه وترحيبه ، وإن قدرت أن تفيده من دنياك فافعل وإلا فبلسانك وثنائك .
ويقول : ينبغى أن تكثر إيهامك لنفسك ولا تحسن الظن بها ، وتعرض خواطرك على العلماء وعلى تصانيفهم، وتثبت ولا تعجل ولا تعجب ، فمع العجب العثار ومع الاستبداد الزلل ، ومن لم يعرق جبينه عند أبواب العلماء لم يعرق في الفضيلة، ومن لم يخجلوه لم يجله الناس ، ومن لم يبكتوه لم يسود ، ومن لم يحتمل ألم التعليم لم يذق لذة العلم ، ومن لم يكدح لم يفلح أ.هـ.
ثالثا : الإخـلاص :
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام : } قُلْ إِنّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ { ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ" رواه الشيخان . فإن كنت يا عبد الله تريد أن تتعلم هذا العلم من أجل السمعة والرياء والمفاخرة والتباهي والمتاجرة فأنت على خطر عظيم، روى أبي داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَعْنِي رِيحَهَا . ويقول رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّار. جزء من حديث رواه مسلم في صحيحه . ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري : مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ. ويقول عثمان بن عفان رضي الله عنه ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه.
ومهما تكن عند امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تُعْلَمِ
فاتق الله يا عبد الله ولا تجعل همك جمع المال من المرضى والنظر لما في جيوب المسلمين وإن أجاز العلماء أخذ الأجرة على الرقية ، فإن المريض مبتلى بمرضه فلا تزده بلاء على بلاءه ، ولا تستغل ضعفه وحاجته واضطراره ، ولكن أحسن إليه وليكن أجرك على الله فإن الله لا يضيع أجر المحسنين . ولقد تابعت حال بعض المعالجين الذين ضيقوا على المرضى بأخذ أموالهم بطرق غير كريمة فلاحظت أن أموالهم ممحوقة البركة أخرج البخاري عن حَكِيم بْن حِزَامٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ثُمَّ قَالَ يَا حَكِيمُ إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلا يَشْبَعُ ، الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى قَالَ حَكِيمٌ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا.
المصدر:
إعـداد المعـالج-منتدى كلمات
[align=center]الرقية الشرعية
الدكتور محمد الأشقر [/align]
إن المتأمل في سنن الله ليعلم أن البلاء سنة من سننه الكونية القدرية ، ويقول الله عز وجل : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والانفس والثمرات وبشّر الصابرين) ويخطئ من يظن أن الصالحين من عباد الله هم أبعد الناس عن المصائب والبلاء ، سُئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الناس أشد بلاء ؟ قال : ( الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل من الناس ، يُبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابةً زيد في بلائه ، وإن كان في دينه رقةً خفف عنه ) ، وهو من علامات حب الله للعبد ، قال صلى الله عليه وسلم : ( وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ) ، وهو من علامات إرادة الله بعبده الخير ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد الله بعبده الشرك أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة ) ، والبلاء كفارة للذنوب مهما صغرت، قال صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفّر الله بها سيئاته كما تحُط الشجرة ورقها ) .
ولذلك فإن المسلم المبتلى إن كان صالحاً فالبلاء تكفيرٌ لسيئاتٍ مضت ، أو رفعة في الدرجات ، وإن كان عاصياً فهو تكفير للسيئات ، وتذكير بقصر الدنيا ليقع عن السيئات .
الوقاية : ينبغي علينا أن نعرف أسباب الوقاية من العين والسحر قبل وقوعهما ، ونعمل بها ، وكما قيل : ( الوقاية خير من العلاج ) وتكون الوقاية بأشياء كثيرة منها:
* تقوية النفس بالتوحيد ، والإيمان بأن المتصرف بالكون هو الله ، والإكثار من الحسنات .
* إذا اشتهر عن إنسان أنه عائن أو ساحر فإنه يجتنب من باب فعل الأسباب وليس خوفاً .
* ذكر الله والتبريك عند رؤية ما يعجبه ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأى أحدكم من نفسه ، أو ماله أو أخيه ما يعجبه ، فليدْع بالبركة ، فإن العين حق ) .
* ومن أسباب الوقاية من السحر ، التصبح بسبع تمرات من (عجوة) المدينة النبوية .
* اللجوء إلى الله والاستعاذة به من العين والسحر ، والمحافظة على الأذكار والتعاويذ في كل يوم وليلة صباحاً ومساء ، وهذه التعاويذ والأذكار لها أثر يزيد وينقص بحسب أمرين : 1- الإيمان بأن ما جاء فيها صدق وحق ، وأنه نافع بإذن الله ، وعلى قدر الإيمان يكون التأثير . 2- أن ينطق لسانه بهذه الأذكار والتعاويذ وقلبه حاضر ، لأن هذه الأذكار دعاء ، والدعاء لا يستجاب من قلبٍ غافل لاهٍ ، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم ، وعلى قدر حضور القلب يكون التأثير بإذن الله .
وقت الأذكار والتعاويذ : أما أذكار الصباح فإنها تقال بعد صلاة الفجر ، وأما أذكار المساء فإنها تقال بعد صلاة العصر ، وإذا نسي المسلم أن يقولها أو غفل فليقلها عند تذكره لها .
علامات الإصابة بالعين وغيرها : ليس هناك تعارض بين الطب وبين الرقية الشرعية ، فالقرآن فيه شفاء من الأمراض العضوية والأمراض الروحية ، وإذا كان الإنسان سليماً من الأمراض العضوية فإن الأعراض تكون غالباً على هيئة صداع متنقل ، صفرة في الوجه ، كثرة التعرق والتبول ، ضعف الشهية ، تنمل أو حرارة أو برودة في الأطراف ، خفقان في القلب ، ألم متنقل في أسفل الظهر والكتفين ، حزن وضيق في الصدر ، أرق في الليل ، انفعالات شديدة من خوف وغضب غير طبيعي ، كثرة التجشؤ ، والتنهد ، حب الانعزال ، الخمول والكسل ، الرغبة في النوم ، ومشاكل صحية أخرى لا سبب طبي لها ، وقد توجد هذه العلامات أو بعضها بحسب قوة المرض وضعفه ، ولا بد للمسلم أن يكون قوي الإيمان قوي القلب لا تدخله الوساوس ، بأن يوهم نفسه أنه مصاب بمرض ما بمجرد إحساسه بأحد هذه الأعراض ، لأن مرض الوسواس من أصعب الأمراض علاجاً ،وقد توجد بعض هذه العلامات عند بعض الناس وهم أصحاء ، وقد توجد ويكون السبب مرضاً عضوياً ، وقد توجد ويكون السبب فيها ضعف الإيمان ، مثل ضيق الصدر ، وقلة الرزق ، والحزن ، والخمول وغيرها ، فعليه بمراجعة حساباته مع الله عز وجل .
فإذا كان المرض بسبب العين ، فإن العلاج بإذن الله يكون بأحد أمرين :
1- إن عرف العائن : فإنك تأمره أن يغتسل ، وتأخذ هذا الماء ثم تغتسل به .
2- وإن جهل العائن : فإن الاستشفاء يكون بالرقية ، والدعاء بأن يكشف الله كربه .
وأما إن كان المرض سحراً ، فإن العلاج بإذن الله يكون بأحد امور :
1- أن يعلم محل السحر : فإذا وجده فك عقده وهو يقرأ المعوذتين ثم أحرقه .
2- الرقية الشرعية : وخاصة بالمعوذتين وسوف تأتي .
3- النشرة : وهي نوعان : أ- محرم : وهو حل السحر بالسحر ، والذهاب إلى السحرة لفكه . ب- جائز : منها أخذ سبع ورقات سدر ودقها بين حجرين ، ثم القراءة عليها ثلاث مرات بسورة الكافرون والإخلاص والفلق والناس ، ثم جعلها في ماء ، ثم الشرب والاغتسال منها ، وتكرار ذلك حتى الشفاء إن شاء الله .
4- الاستفراغ بالمسهلات : إن كان السحر في البطن ، وبالحجامة إن كان في غيره .
الرقية : شروط الرقية : 1- أن تكون بأسماء الله وصفاته . 2- أن تكون باللسان العربي ، أو بما يفهم معناه . 3- الاعتقاد بأن الرقية لا تؤثر بنفسها ، وأن الشفاء من الله .
شروط الراقي : 1- يستحب أن يكون مسلماً صالحاً تقياً في نفسه ، وكلما أصلح كان أثر الرقية أقوى . 2- أن يتوجه أثناء الرقية إلى الله بصدق ، بحيث يجتمع فيها القلب مع اللسان ، والأفضل أن يرقي الإنسان نفسه ، لأنه لا أحد يحس باضطراره وحاجته بمثل ما يحس هو بنفسه ، ، والله عز وجل وعد المضطرين بالإجابة ، وغالباً ما يكون الراقي مشغول القلب .
شروط المرقي : 1- يستحب أن يكون مؤمناً صالحاً فعلى قدر الإيمان يكون تأثير الرقية عليه ، قال عز وجل : ( وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً) . 2- التوجه إلى الله بصدق أن يشفيه . 3- أن لا يستبطئ الشفاء ، لأن الرقية دعاء ، وإذا استعجل الداعي الإجابة فإنه قد لا يستجاب له ، قال صلى الله عليه وسلم : ( يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول : دعوت فلم يستجب لي ).
والرقية لها طرق : 1- قراءة الرقية مع النفث . 2- القراءة بدونها . 3- خلط الريق بالتراب . 4- قراءة الرقية مع مسح موضع الألم .
آيات وأحاديث يُرقى بها المريض :
(سورة الفاتحة)(آية الكرسي)(آخر آيتين من سورة البقرة)
( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب* الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار)
(وأوحينا إلى موسى أن ألقِ عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون*فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون*فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين)
(قالوا يا موسى إما أن تُلقي وإما أن نكون أول من ألقى* قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيّهم يخيّل إليه من سحرهم أنها تسعى* فأوجس في نفسه خيفة موسى*قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى*وألقِ ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحرٍ ولا يفلح الساحر حيث أتى)
(وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً) (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمى) (لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدّعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون) (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون) وأيضاً سور الكافرون والإخلاص والفلق والناس (أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك) سبع مرات ، (أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) ثلاث مرات ، (اللهم رب الناس أذهب البأس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً) ثلاث مرات ، (اللهم أذهب عنه حرها وبردها ووصبها) ( حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) سبع مرات ، (بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك بسم الله أرقيك ) ، تضع يدك على الألم وتقول : ( بسم الله (ثلاث مرات) أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) سبع مرات .
تنبيهات :
1- لا يجوز تصديق الخرافات فيما يخص التعامل مع العائن من شرب بوله وغيرها ، والعين لا تنتهي إلا بموت العائن .
2- لا يجوز وضع التمائم على ما يخشى وقوع العين عليه من جلود وأساور وقلائد ، قال صلى الله عليه وسلم ( من تعلّق شيئاً وُكِل إليه) حتى وإن كانت من القرآن .
3- كتابة ما شاء الله تبارك الله ، أو رسم سيف ، أو سكين ، أو رسم عين ، أو وضع القرآن في السيارة ، أو تعليق بعض الآيات في البيوت ، فإن كل هذه الأمور لا تدفع بها العين ، بل قد تكون من التمائم المحرمة .
4- يجب على المريض أن يوقن الإجابة ، وأن لا يستبطئ الشفاء ، ولو قيل له بأن الشفاء بعقاقير تؤخذ طول الحياة لما جزع ، وإذا طال به المقام بالرقية الشرعية جزع ولم يصبر ، مع أن له بكل حرف يتلوه حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها وعليه بالدعاء ، والإكثار من الصدقة فإنها مما يستشفى بها .
5- القراءة الجماعية مخالفة للسنة ، وأثرها ضعيف ، وكذلك الاقتصار في الرقية على جهاز التسجيل ، حيث إنه يشترط في الراقي النية وهي غير متحققة في جهاز التسجيل ، وإن كان سماعه خير ، ولا يحدد لتكرار آيات الرقية عدد بلا دليل .
6- مذهب أهل السنة أن الجني بتلبس بالإنسي ، والدليل قوله عز وجل : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) وقد أجمع المفسرون أن المراد بالمس في الآية أنه الجنون الشيطاني الذي يعتري الإنسان بسبب تلبس الجني .
الدعاء
الخلق كلهم مفتقرون إلى الله محتاجون لما عنده ، وهو غني عنهم غير محتاج إليهم ، وقد أوجب علينا الله عز وجل السؤال والدعاء ، فقال عز وجل : ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي ....) أي : عن دعائي ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( من لم يسأل الله يغضب عليه ) . ومع هذا فهو عز وجل يفرح بسؤال عباده له ، ويحب الملحين عليه ويدنيهم منه ، ولقد استشعر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر فكان أحدهم لا يحتقر شيئاً يسأله الله ، ولا ينزلون مسائلهم إلى أحد من خلقه ، وما ذاك إلا لتعلقهم بربهم وقربهم منه وقربه منهم امتثالاً لقوله عز وجل : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ) ، ومن قرب الله جل جلاله من عباده الداعين لم يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم في الآية أنه قريب بل خاطب عباده مباشرة ، فقال جل جلاله : ( فإني قريبٌ) ، بينما قال جل جلاله في آيات السؤال : (قل) أي يا محمد قل لهم كذا ، كما في قوله عز وجل : ( ويسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ) وقوله عز وجل : ( يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ...) وغيرهما ، ومن جعل واسطة بينه وبين الله في دعائه فقد شبّه الله بخلقه .
والدعاء له منزلة عظيمة عند الله ، فهو أكرم شيء على الله ، والدعاء قد يرد القضاء ، ودعاء المسلم مستجاب ، ولا شك إن وجدت الأسباب وانتفت الموانع ، ويعطى بهذا الدعاء أحد أمور ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن تعجّل له دعوته ، وإما أن يدّخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها ، قالوا إذاً نكثر ؟ قال : الله أكثر ) .
أنواع الدعاء : وهو نوعان : 1- دعاء عبادة : كالصلاة والصيام . 2- دعاء مسألة : كالطلب .
تفاضل الأعمال : هل قراءة القرآن أفضل ، أم الذكر ، أم الدعاء ؟ والجواب : هو أن قراءة القرآن أفضل من الأعمال ، ثم الذكر والثناء ، ثم الدعاء والطلب ، هذا من حيث الإجمال ، ولكن قد يعرض للمفضول ما يجعله أولى من الفاضل ، فالدعاء يوم عرفة أفضل من قراءة القرآن ، والانشغال بالأذكار الواردة دبّر الصلوات المكتوبة أولى من قراءة القرآن .
أسباب إجابة الدعاء : هناك أسباب ظاهرة ، وأسباب باطنة :
1- الأسباب الظاهرة : فبتقديم الأعمال الصالحة : كالصدقة ، والوضوء ، والصلاة ، واستقبال القبلة ، ورفع اليدين ، والثناء على الله عز وجل بما هو أهله ، واستعمال أسماء الله وصفاته بما يتناسب مع المدعي به ، فإذا كان الدعاء بطلب الجنة يكون التضرع بفضله ورحمته ، وإذا دعي على ظالم مثلاً ، فلا يستخدم اسم الرحمن أو الكريم وإنما يستخدم اسم الجبار ، القهار ، العزيز ، ومن الأسباب أيضاً الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في أوله ووسطه وآخره ، والإقرار بالذنوب ، وشكر الله على نعمه ، ثم الدعاء والحرص على الجوامع منه ، واغتنام الأوقات الفاضلة التي ورد الدليل بأنها مظنة الإجابة وهي كثيرة ومنها :
* في اليوم والليلة : ثلث الليل الآخر ، حين ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا ، بين الأذان والإقامة ، بعد الوضوء ، في السجود ، قبل السلام من الصلاة ، أدبار الصلوات ، عند ختم القرآن ، عند صياح الديك ، دعوة المسلم ، ودعوة المظلوم ، ودعوة المضطر ، ودعوة الوالد لولده ، ودعوة المسلم لأخيه في ظهر الغيب ، عند التقاء الصفين في الحرب .
* في الأسبوع : الجمعة ، وخاصة في آخر ساعة .
* في الأشهر : شهر رمضان ، عند الفطر ، وليلة القدر ، وفي السّحر .
* في الأماكن الشريفة : مكة المكرمة ، وخاصة عند الملتزم بين الحجر الأسود والباب ، وعند شرب ماء زمزم وغيرها .
2- الأسباب الباطنة : فتقديم التوبة الصادقة ، ورد المظالم ، وإطابة المطعم والمشرب والملبس والمسكن ، وأن يكون من الكسب الحلال ، والإكثار من الطاعات ، واجتناب المحرمات ، والتعفف عن الشبهات والشهوات ، وحضور القلب ، والثقة بالله ، وقوة الرجاء وقوة اللجوء إليه ، والتضرع والإلحاح ، وتفويض الأمر إليه ، وقطع النظر عن سواه .
موانع إجابة الدعاء : قد يدعو الإنسان ولا يستجاب له ، أو تتأخر الإجابة ، والأسباب كثيرة ، منها : دعاء غير الله مع الله ، والتفصيل في الدعاء كالاستعاذة من حر جهنم وضيقها وظلمتها إلى آخره ، مع أنه يكفي عن هذه الاستعاذة من النار فقط ، ودعاء المسلم على نفسه أو غيره ظلماً ، والدعاء بالإثم وقطيعة الرحم ، وتعليق الدعاء بالمشيئة بقول : اللهم اغفر لي إن شئت ونحوها ، واستعجال الإجابة ، حيث يقول : دعوت ولم يستجب لي ، والاستحسار وهو ترك الدعاء تعباً أو مللاً ، والدعاء بقلب غافلٍ لاهٍ ، والاستعجال وعدم التأدب بين يدي الله ، وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته فلم يصلّ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليهوسلم : (عجِل هذا) ، ثم دعاه فقال له أو لغيره ( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصلّ على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليدع بما شاء) والدعاء بأمر قد فرع منه كأن يدعو بالخلود في الدنيا ، وكذلك السجع المتكلف في الدعاء ، قال عز وجل : ( ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين) قال ابن عباس رضي الله عنه : ( فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك : يعني لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب) والإفراط في رفع الصوت في الدعاء ، قال عز وجل : ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغِ بين ذلك سبيلاً ) قالت عائشة رضي الله عنها : ( أنزل هذا في الدعاء) .
وهذا مثال لدعاء روعيَ فيه آداب الدعاء :
أولاً : الحمد والثناء : الحمد لله اللهم ربنا لك الحمد بما خلقتنا ورزقتنا وهديتنا وأنقذتنا وفرجت عنا ولك الحمد بالقرآن ولك الحمد بالأهل ولك الحمد بالمعافاة كبت عدونا وبسطت رزقنا وأظهرت أمننا وجمعت فرقتنا وأحسنت معافاتنا ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا فلك الحمد على ذلك حمداً كثيراً لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قدم أو حديث أو سر أو علانية أو خاصة أو عامة أ حي أو ميت أو شاهد أو غائب ، لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى سبحانك ما أكرمك وما أجودك وما أرحمك يا من سبقت رحمته غضبه ، يا من كتب الرحمة على نفسه يا من هو أرحم بعباده من الأم بولدها يا من وسع كل شيء رحمة وعلماً يا من يده سحاء الليل والنهار لا تغيضها نفقة يا باسط الدين بالرحمة يا مجيب من دعاه يا معطي من سأله يا من يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، يا من ينزل في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا فينادي عباده من يسألني فأعطه ؟ من يدعوني فأستجيب له ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ يا من هو الأول فليس قبله شيء والآخر فليس بعده شيء والظاهر فليس فوقه شيء ، والباطن فليس دونه شيء ، يا حي يا قوم يا ذا الجلال والإكرام أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ...إلخ .
ثانيا : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
اللهم صلي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أزكى صلاة وأكملها ، الله إني أشهدك أنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد فيك حق جهادك حتى أتاه اليقين ،اللهم أجزه خير ما تجزي به نبياً عن أمته اللهم ابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ، اللهم اسقنا من حوضه وارزقنا شفاعته ..إلخ .
ثالثاً : التوبة والإقرار بالذنب : اللهم إني أستغفرك إنك كنت غفاراً واللهم وكما سترت عليّ ذنوبي في لادنيا فاغفرها لي وأسترها عليّ في الآخرة اللهم عالمني بعفوك ولطفك ومغفرتك ورحمتك ، اللهم قني شر نفسي وشر الشيطان وشركه ، اللهم إني أعترف لك بذنوبي فلست قوياً فأنتصر ولا بريئاً فأعتذر ولكن مقر ..إلخ.
رابعاً : شكر الله على نعمه : يارب أحمدك على نعمك الغزار(ربي إني لما أنزلت إليّ من خير فقير) (أعوذ بالله بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك) يا رب لا أحد يستحق الحمد إلا أنت ، أحمدك على نعمة الإسلام ونعمة السنة نعمة الهداية ونعمة الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان ، ونعم كثيرة لا أستطيع عدها ولا إحصاءها ، اللهم متعني بسمعي وبصري وقوتي أبداً ما أبقيتني واجعلها الوارث مني ...إلخ .
خامساً : الشروع في الدعاء والحرص على جوامعه وخاصة ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت ، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا ، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ويا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك ، اللهم حبب إليّ الإيمان وزينه في قلبي ، وكرّه إلي الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلني من الراشدين ، اللهم علمني ما ينفعني وانفعني بما علمتني ، وزدني علماً ، اللهم إني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ، اللهم أحسن عاقبتي في الأمور كلها وأجرني من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ، اللهم أحيني ما كانت لحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاء خيراً لي ، اللهم إني أعوذ بك من مضلات الفتن ، الله اجعل الحياة زيادة لي في كل خير ، والموت راحة لي من كل شر ، اللهم أظلني تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ، اللهم اسقني من حوض نبيك صلى الله عليه وسلم شربة لا أظمأ بعدها أبداً ، اللهم إني اسألك الفردوس من الجنة ، اللهم اجعلني ممن توكل عليك فكفيته ، واستهداك فهديته ، واستنصرك فنصرته ، اللهم اجعلني من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ، اللهم إني أسألك عيش السعداء وموت الشهداء ومرافقة الأنبياء ، والنصر على الأعداء ، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومنقلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعوة لا يستجاب لها ، ربي إني لما أنزلت إليّ من خير فقير ، اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم ، اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنية والنجاة بعونك من النار ، اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيء وأنا أعلمه وأستغفرك مما لا أعلمه ، اللم اغفر لي وارحمي وعافني وارزقني ، اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل ، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني وأنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير ، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ، ربي اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ، اللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك ، اللهم ما قصر عنه رأيي ولم تبلغه نيتي ولم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحداً من خلقك فإني أرغب إليك فيه ، اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة وهذا الجهد عليك التكلان ، اللهم أعوذ بك برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك).
سادساً : خاتمة الدعاء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
بعض الأدعية المهمة التي ينبغي حفظها :
أولاً : دعاء الاستخارة :
قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر( ثم تسميه بعينه) خيراً لي في عاجل أمري وآجله قال أو في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسّره لي ثم بارك لي فيه ، اللهم وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضّني به ) .
ثانياً : دعاء الهم : قال صلى الله عليه وسلم : ( ما صاب أحداً قط هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتِك ناصيتي بيدك وماضٍ فيّ حكمك عدلٌ فيّ قضاؤك اسألك بكل اسمٍ هو لك سمّيت به نفسك أو علّمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همّي ، إلا أذهب الله همّه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً ، قال فقيل يا رسول الله : ألا نتعلّمها ؟ فقال : بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلّمها ) .
الأسباب التي يتوصل من خلالها الجن والشياطين إلى مؤاذاة المسلمين كثيرة، وحسبنا أن نذكر بعضا منها:
السبب الأول: رؤية الجن لنا ولا نراهم غالبا:
قال تعالى في إبليس وذريته: {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} الأعراف، الذي عليه المفسرون أن الضمير في قوله {إنه} عائد على إبليس وأن {قبيله} ذريته ونسله وقد سئل شيخ الإسلام بما نصه عن قوله تعالى: {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم}: هل ذلك عام لا يراهم أحد أم يراهم بعض الناس دون بعض؟ فأجاب رحمه الله بقوله: (الذي في القرآن أنهم يرون الإنس من حيث لا يراهم الإنس وهذا حق يقتضي أنهم يرون الإنس في حال لا يراهم الإنس فيها وليس فيه أنهم لا يراهم من الإنس بحال بل قد يراهم الصالحون وغير الصالحين أيضا لكن لا يرونهم في كل حال) "مجموع الفتاوى" 15/7
فبسبب رؤيتهم لنا وعدم رؤيتنا لهم تجرؤوا على مؤاذاتنا، وسهلت عليهم. والمعصوم من شرهم من عصم الله.
السبب الثاني: كثرة الشبهات والشهوات:
إذا كثرت الشبهات والشهوات على المسلمين كثرت استجابتهم لوساوس الشياطين وقبول ما يغرونهم به قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وكثرة الوساوس بحسب كثرة الشبهات والشهوات وتعليق القلب بالمحبوبات التي ينصرف القلب إلى طلبها والمكروهات التي ينصرف القلب إلى دفعها ...). فواجب على كل مسلم ومسلمة التزود من الفقه في الدين حتى تستنير عقولهم وتزكو نفوسهم وتنشرح صدورهم للحق وتطمئن قلوبهم به وإلا فلا إخالك ناجيا من كثرة الشبهات والشهوات التي هي مرتع خصيب للشياطين.
السبب الثالث: غفلة القلب عن ذكر الله:
قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون} قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" 4/34: (بل الشيطان يلتقم قلبه - أي قلب ابن آدم - فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل قلبه عن ذكره وسوس ويعلم هل ذكر الله أم غفل عن ذكره ويعلم ما تهواه نفسه من شهوات الغي فيزينها له، والشيطان وسواس خناس إذا ذكر العبد ربه خنس فإذا غفل عن ذكره وسوس فلهذا كان ترك ذكر الله سببا ومبدأ لنـزول الاعتقاد الباطل والإرادة الفاسدة ومن ذكر الله تعالى: تلاوة كتابه وفهمه).
وقال أيضا كما في المصدر نفسه 10/399-400: (فإن الشيطان إنما يمنعهم من الدخول إلى قلب ابن آدم ما فيه من ذكر الله الذي أرسل به رسله فإذا خلا من ذلك تولاه الشيطان).
السبب الرابع: مؤاذاة المسلمين للجن والاعتداء عليهم بتعمد أو بدون تعمد :
مما يسبب فتك الجن بالمسلمين حصول الاعتداء عليهم من قبل المسلمين قال ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" 23/22 وهو يتحدث عن أسباب صرع الجن للإنس: (وتارة يكون الإنسي آذاهم إذا بال عليهم أو صب عليهم ماء حارا أو يكون قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى هذا أشد الصرع، وكثيرا ما يقتلون المصروع فمن تعامل مع الجن والشياطين بالعدل نصره الله عليهم وصرفهم عنه). وما أكثر ما يكون الجن ظالمين في هذه الحال للمسلمين ابتداء لأنهم يتشكلون على هيئة مرئية للإنس كالحيات والثعابين والكلاب والهرر وغير ذلك فيخاف المسلم منها ويظنها المخلوقات المعروفة فيبادر إلى ضربها أو قتلها على حسب هذا الإدراك لا أنه يريد مؤاذاة الجن، والشريعة الإسلامية قد رخصت في قتل ما يؤذي من هذه المذكورات وما كان في حكمها بدون إنذار لها إلا حيات البيوت فإنها تنذر ثلاثا. وأيضا يكون بعض الجن ساكنين في القمائم وخلف البيوت، ولا يراهم الإنس فيرمون شيئا فتصيب الجن فيقوم الجني بالانتقام.
وعلى كل: لا يجوز للمسلم أن يتعمد الاعتداء على الجن، ويستنصر الله عليهم إذا اعتدوا عليه.
السبب الخامس: يكون عن طريق حب الإنس وعشقهم من قبل ذكور الجن وإناثهم:
قال ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" 23/82: (وصرعهم للإنس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق كما يتفق للإنس مع الإنس والجني قد يحب الإنسي كما يحب الإنسي الإنسي وكما يحب الرجل المرأة والمرأة الرجل ويغار عليه ويخدمه بأشياء، وإذا صار مع غيره فقد يعاقبه بالقتل وغيره، كل هذا واقع، وكذلك الجنيات منهن من تريد من الإنسي الذي يخدمنه ما يريد نساء الإنس من الرجال، وهذا كثير في رجال الجن ونسائهم، فكثير من رجالهم ينال من نساء الإنس ما يناله الإنس وقد يفعل ذلك بالذكران).فعلى المسلم والمسلمة أن يحرص كل منهما على الأذكار الشرعية خصوصا المتعلقة بدخول الخلاء وعند الجماع لأن التعري بدون ذكر الله من أسباب عشق الجن للإنس.
السبب السادس: يكون من باب العبث بالإنس:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" 23/82 وهو يتحدث عن عبث الجن بالإنس: (وتارة يكون بطريق العبث به كما يعبث سفهاء الإنس بأبناء السبيل) ويكفي الله عباده شر هؤلاء السفهاء بلجوئهم إليه ودعائهم له وعبادتهم إياه.
السبب السابع: بعض الجن يؤذون بعض المسلمين تأديبا لهم على ارتكاب المعاصي والبدع:
يحصل أن بعض الجن المتلبس بالإنسي المسلم يخبر أن سبب دخوله في المسلم أن هذا المسلم عاص أو مبتدع، ومعنى هذا أن الجن هؤلاء أخذتهم الغيرة على الإسلام فقاموا بمؤاذاة عصاة المسلمين، وهذا لا يجوز من جهتين: من جهة أن دخول الجن في المسلمين حرام، ومن جهة أنهم يتعاملون مع العصاة بغير المعاملة المعتبرة شرعا، فلا يجوز لهم ضرب العصاة ولا مؤاذاتهم بأي نوع، بل ليس للجن أن ينصحوا المسلمين لأن نصحهم لهم قد يؤدي إلى ترويعهم.
وبالجملة: كثيرا ما تحصل هذه المعاملة للمسلمين من قبل جهال الجن ولو كانوا مسلمين.
السبب الثامن: يؤذي الجن المسلمين من باب الابتلاء والامتحان ولله حكمة فيما يقدره ويقضيه على العبد الصالح من تسليط الجني عليه كتسليط الشيطان على نبي الله أيوب عليه السلام .