قال الله تعالى
وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُعَلَى مُلْكِ
سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَكَفَرُواْ
يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى
الْمَلَكَيْنِبِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ
حَتَّى يَقُولاَإِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ
مِنْهُمَا مَايُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم
بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْأَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا
يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْوَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا
لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍوَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِه أَنفُسَهُمْ
لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ
أنواع السحر وما تأثيره .
يحكم على الرجل بمقت زوجتهوكرهها ، وهو قبل أن
يصيبهالسحر يحبها غاية المحبة .
يحكم فيالمرأة
فتبغض زوجها ، حتى إذا رأته يصور بين عينيها كأنه عدو ، أو خنزير
يتشكللها .
يصنع للمرأة فيقبضها عن
الزواج ، فيطلبها الناس فيرجعونمدبرين .
يصنع للبكر فتبور ، فلا يطرق جانبها طارق ، فإذا
طــرقهرب، وفـر فرارا لا رجوع بعده .
يصنع للرجل فيبغض أهل داره .
يصنع لموت الإنسان فلا يعيش منهم إلا القليل . إذا صنع
السحروتخطئه المرأة ، ضربها الشيطان الموكل بأنواع السحر علىخاصرتها
، أومقعدها ، أو بطنها فيسقط الجنين .
مهما صنـع سحر لموت الأولادالصغار ، وكلت به الشياطين
،فتضرب الولد ضربة ، ويسقونه ماء معلوما ، إذا شربمنه
الصبيأمرضه ومات ، وإذا شرب منه الكبير ظهر به نفخ البطن ويستسقي .
إذا صنع سحر لامرأة ، في وقت تعرفه الشياطين ، وتخطئهالمرأة
لاتلد إلا إناثا . والذي بعث محمدا نبيا ورسولا إلىالعالمين إن
الشياطينالموكلين بأنواع السحر ، يطعمون المرأةنباتا فلا تلد إلا
الإناث ، وإن أكل كلمنهـن فلا يلـدن إلا إناثا ، وتصديقا قوله تعال :
( لَّعَنَهُ اللّهُوَقَالَ لأتَّخِذ َمِنْ
عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا 118وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ
وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَالأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ
فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِالشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن
دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا
يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًاالنساء 119) .
يصنع السحر فيعقد الرجل عن زوجته .
يصنعللمرأة فتبغض جماع زوجها ، وتقول له : لا أحب
الجماع .
يصنع للرجلفتمرض أعضائه
.
يصنع للمرأة فتجد انتفاخ في بطنها ، وألم في رأسها .
يصنع للمرأة فيعقدها عن الولادة ، حتى تظــن أنها عقيمة
،والعقيمة من النساء التي لا يأتيها الدم أصلا ، أي( الدورة الشهرية
).
يصنع للفراق بين الزوجين .
يصنع للفتنة والبغضبين أهل المنزل .
يصنع للرجل فيذهب ما بيده من المال .
يصنعللمرأة فلا تدوم بيد رجل واحد ، فيتزوجها هذا ، ويطلقها
ذاك ، لا يكون لها قرار.
يصنع لمن كانت
ذاتحسن وجمال من النساء ، فتصير في أعينالناس لا تساوي شيئا ، وينقلب
سعدها .
يصنع للإنسان سواء كان رجلا ، أو امرأة فيصفر لونه ،
ويخسـر عقله .
وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِمِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ
اللّهِ .
للذين يشتكون من هذه الأنواع الذي ليس للأطباء فيه ، ولا معرفة ولا
شفاء .
ولكل نوع من أنواع هذا السحر له في القرآن دواء ، ولا شك
أن القرآن شفاء لأمراضالقلوب وشفاء لأمراض الأبدان .
قال تعالى :
وَنُنَزِّلُ
مِنَالْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا
يَزِيدُالظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا.
أما الاستشفاء بالقرآن فهو ثابت ،ولا إشكال فيه ، وقد عالَج
النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن ، وأقرّ أصحابه علىمُعالجتهم ورُقيتهم
بالقرآن .
والكتابة في إناء نظيف ثم يُصب عليه ماء
ويُشربمنه فعله الأئمة . فمن أشتكى من شيء ممن ذكرنا ، وضاقت
به الأسباب ، ولم يجـدحـلا عند الأطباء ، عليه إدخال الشكوى لشرح له العلاج
بإذن الله ، ولنعلم أنه :
ما
أنزل الله داء إلا وأنزللـه دواء.
ولا شك أنالقرآن شفاء لأمراض القلوب وشفاء لأمراض
الأبدان .
قال تعالى :
وَنُنَزِّلُ مِنَ
الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَوَلا يَزِيدُ
الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا
فالرُّقيَة نافعة مُفيدةبإذن الله .
فقد أذِن النبي صلى الله عليه وسلم في رُقيَة أولاد جعفر بن
أبيطالب رضي الله عنه ، كما في حديث أسماء بنت عميس قالت :
يا رسول الله إن وَلَدَجعفر تُسرِع إليهم العين ، أفأسترقي لهم
؟ فقال : نعم ، فإنه لو كان شيء سابق القدرلسبقته العين . رواه الإمام أحمد
والترمذي .
وعن زينب بنت أبي سلمة عن
أم سلمةرضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في
وجهها سَُفْعَة ،فقال : اسْتَرْقُوا لها ، فإن بها النظرة . رواه
البخاري .
ففيالصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله
عنه قال : نزلنا مَنْزِلا فأتتنا امرأة، فقالت : إن سيّد الحي سليم لُدِغ .
فهل فيكم من راقٍ ؟ فقام معها رجل مِنّـا ماكُـنا نظنه يُحسن رقية فَرَقَـاه
بفاتحة الكتاب فبرَأ ، فأعطوه غنما وسقونا لبنا، فقلنا : أكنت تحسن رقية ؟
فقال : ما رقيته إلا بفاتحة الكتاب . قال : فقلت : لاتحركوها حتى نأتي النبي
صلى الله عليه وسلم ، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلمفذكرنا ذلك له ، فقال
: ما كان يُدريه أنها رقية ؟ أقسموا واضربوا لي بِسَهمٍ معكم
.