شخص محبوب المدير العام
الـــعمر : 36
الـــــبــلـد : الجـــنس : المساهمات : 1410
| موضوع: قصة وحكمة والله تنفعكم 03/05/11, 07:48 am | |
| قصـــر الأمــل ,,
" اللهم صل على محمد وآله , واكفنا طول الأمل , وقصره عنا بصدق العمل حتى لا نؤمل استتمام ساعة بعد ساعة , ولا استيفاء يوم بعد يوم , ولا اتصال نفس بنفس , ولا لحوق قدم بقدم , وسلمنا من غروره , وآمنا من شروره , وانصب الموت بين أيدينا نصباً ولا تجعل ذكرنا له غباً "
مما لاشك فيه أن أصل الأمل ليس فقط غير مذموم بل له دور مهم في إدامة حركة الحياة والتطور البشري في الأبعاد المادية والمعنوية فلو ارتفع يوماً من قلب البشرية لارتبكت مسيرة الحياة . فلنفترض أن الأمل سلب من قلب الأم , ترى كيف ستتعامل مع طفلها ؟ من الطبيعي أنها لن تجد دافعاً لإرضاعه وتحمل أنواع المشقة والألم بتربيته وتنشئته .
والنبي صل الله عليه وآله يشير إلى هذه الحقيقة بقوله : " الأمل رحمة لأمتي , ولولا الأمل ما أرضعت أم ولدها , ولا غرس غارس شجرا " .
وهناك قصة معبرة تحكي عن هذا المعنى وردت عن النبي عيسى عليه السلام فقد جاء في الخبر : أنه بينما عيسى ابن مريم جالس كان شيخ يعمل بمسحاة ويثير الأرض . فقال عيسى عليه السلام : اللهم انزع منه الأمل فوضع الشيخ المسحاة واضطجع فلبث ساعة . فقال عيسى عليه السلام : اللهم اردد إليه الأمل , فقام فجعل يعمل فسأله عن ذلك ؟ فقال : بينما أنا أعمل , إذ قالت لي نفسي : إلى متى وأنت تعمل وأنت شيخ كبير ؟ فألقيت المسحاة واضطجعت ثم قالت لي نفسي : والله لابد لك من عيش ما بقيت فقمت إلى مسحاتي .
ومن هنا ندرك أن من يفقد الأمل في حياته كأن يعلم بأن هذا اليوم هو آخر يوم في حياته أو أنه سيموت بعد أيام قليلة ويغادر الدنيا فإنه لا محال سيترك جميع ما في يده من أعمال . وفي الحقيقة فإن ذلك يعني انطفاء شعلة الحياة ولعل أحد الأسباب لخفاء الأجل هو أن يبقى الإنسان في حالة الأمل والرجاء ويعيش الحركة الطبيعية في أمور المعيشة . أعلل النفس بالآمال ارقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
ولكن لنحذر ! فنفس هذا الأمل الذي يعد رمزاً لحركة الإنسان وسعيه في الحياة إذا تجاوز الحد المعقول فإنه سيتحول إلى (طول الأمل) وهو ما ينذر بالإنحراف والهلاك , ومثله كمثل ماء المطر الذي يمثل عامل الحياة الفياض للأرض والنبات والحيوان , وإذا ما ازداد عن حد الحاجة إليه , أصبح عاملاً للغرق . وأي غرق نحن غرقنا بطول الأمل في وحول الدنيا فمن سينقذنا منهـا !!!!!
ُترى لماذا يطول أملنا ؟
اعلم أن لطول الأمل أسباب كثيرة أهمها : حب الدنيا والجهل بأحوالها
أما حب الدنيا فهو أنه إذا أنس الإنسان بها ثقل على قلبه مفارقتها , فامتنع قلبه عن التفكير في الموت . وإن خطر له في بعض الأحوال أمر الموت والحاجة إلى الإستعداد له ... سوّف ووعد نفسه بأن الأيام طويلة .. فإلى أن أكبر أو أتزوج أو أنجب ولداً أو حتى أفرغ من بناء هذه الدار أو أتقاعد أو ... سوف أتوب إلى الله وأقضي ما فات . ولا يزال يسوّف ويؤخر ويسوّف ويؤخر إلى أن تختطفه المنية في وقت لايحتسبها فتطول عند ذلك حسرته .
يقول أمير المؤمنين عليه السلام : " من أيقن أنه يفارق الأحباب ويسكن التراب ويواجه الحساب ويستغني عما خلف ويفتقر إلى ما قدم كان حرياً يقتصر الأمل وطول العمل " . وعنه عليه السلام قال : " اتقوا خداع الآمال , فكم من مؤمن يوم لم يدركه , وباني بناء لم يسكنه , وجامع مال لم يأكله " .
ترى لماذا صار حالنا كذلك ؟ أوليس لأننا في غفلة ؟ أوليس لأننا في حالة جهل ؟ نعم نحن في حالة غفلة وجهل بأحوال هذه الدنيا وما فيها من التغيرات والإبتلاءات التي تحدث في كل آن أمامنا ولكننا لا نراها ! ألم نعلم أنه قد يحين اجلنا في كل لحظة ونرحل عن هذه الدنيا وبدون أن نودع أحداً أو أن نوصي بوصية تنفعنا لآخرتنا ! وبسبب جهلنا بهذه الأمور فإننا نتورط في شراك الآمال والتمنيات البعيدة ونحسب أن عمرنا طويل جداً ثم نحيط أنفسنا بطائفة من التصورات الواهية والآمال البعيدة التي تحجب عقولنا عن التفكير فيما ينفعنا . ألا تدري أن الآمال والتمنيات البعيدة حالها حال السراب الذي يخدع الضمآن في الصحراء المحرقة ويجره إليه ليعيش الظمأ والعطش أكثر دون أن يصل إلى مقصوده , فهذه الأمنيات والآمال تظهر الأمور الواقعية بأقنعة مزيفة ولذلك لا يدرك الإنسان أين يذهب وإلى أين يتجه وما هي وظيفته في قبالة الأمور المصيرية ؟
لنا تكملة إذا شاء الكريم .... | |
|