--------------------------------------------------------------------------------
سَوادُ شَعرِكِ يُناديني,,, والثَّرى تَحتَ أقدامِكِ
يُجافيني...
فَلا الكَأسُ ولا لَيلي بِطولِهِ,,, بِرَبِّ السَّماءِ,,
لَو مِتُّ,,, سَيُواسيني,,,
سَوادُ شَعرِكِ,,, ولَو كانَ مُظلِماً,,,
فَإنَّه بِأنوارٍ مِنَ الجِنانِ,,, مُضيءِ
تُعانِقينَ جَزيرَةً بِأكمَلِها,,, وقُلوبُ التَّائِبينَ,, ولَو تَاهَت,,
يَوماً مِنَ الأيَّامِ,,,
سَتَأتيكي,
أظلَمَت دُنيايَ,,, بَعيداً عَنكِ مُضيئَةً,,
بِصورَةٍ مِنكِ,,, أمامَ عَيني تَحكيني,,
سَوادُ شَعرِكِ,,, لاكُحلُ الحِجازِ,,, ولامُفرَداتُ المَجازِ,,,
بَاقِيَةً,,, لَو لَم تَكوني شَامِخةً,,, بِظَلامِ ثَوبِكِ ساطِعةً
من بِدايات السِّنين,,,
صورَتكِ بِسَوادِها,,, وكُحلِها
بِبَياضِ المَواكِبِ,,, والرِّحالِ حَولَها
بِبَريقِ الألماسِ,, في عُمقِها
تُنعِشُني,, وتُسعِدني,, ودَمعةٌ من فَوقِ شِفاهي,,
تُسقيني,
أَلي لَمسَةٌ لِثَوبِكِ,,, واحِدةً,,
قَبلَ ارتِعاشِ الرُّوحِ,,, في جَسَدي,,
أَلي جَنَّةٌ,,, بِقُبلَةٍ لِثَوبِكِ,,, قُبلَتي,,
سَتَأويني,,
ألي شَفاعَةٌ,,, لِحُبِّي إلَيك,, قُبلَتي,,, وعَفوٌ مُلاقينِي,
أَزَمزَمُ,,, بِبِحارِها وأنهارِها
بِنَقائِها ومِسكِها,,, بِعَسَلِها وشَهدِها
يَوماً تَنظُرُ إلَيَّ,,, لِتُسقيني
أَلي رِحلَةً,,, في عَريمِ النَّصرِ والعِزِّ,,, باكِيةً
كاصَّقرِ يَهبِطُ,,, كالنَّهد بِرأسِهِ
في سُهولِكِ وَواديكي
ألي فَرحةً واحِدَةً,, في زِيارَتي لِدُنيايَ
مِنكِ مَقبِلَةً,,,
يالَيتَها تَأتيني,,, مُسرِعَةً
ألي صَرخَةً واحِدَةً,,, في رِحابِ سَمائِكِ المُضيئةِ
خاشِعَةً,,,
أَهُناكَ قَيلولَةً واحِدَةً,,, فوقَ عَتَباتِ جِبالِكِ
تَرفَعُني إلى الآفاقِ,,, وفي رِحابِ الفِردَوسِ
تُلقيني,,,
سَوادُ شَعرِكِ يُناديني,,,
فَوقَ الرِّياحِ وفوقَ السَّحاب,,
إن رُوحي كانت تُحاكيهِ,,, أم كانَت في غِياب
فَوقَ مَجازِرِ الزَّمانِ,, فَوقَ العَذاب
فوقَ أعيُني,, تُغازِلُهُ قَطراتٌ منَ الفُؤاد
في أحلامِ اليَقَظةِ الحَمقاء,,
وفي السَّريرِ,,, وعِندَما تَنامُ الأهداب
باقِيةٌ أنتِ في يقيني
سَوادُ شَعرِكِ,,, يا كَعبةً,,,
مُنِحَت أحجارَها,,, من رَبِّ العِباد
يُناديني
خُذني أيُّها الصَّوتُ وأدخِلني,,,
في سَوادِ الضِّياء لِتُشفيني.