لوحات الفنانة ضحى الخضيري

مدينة الـ «ألف ليلة وليلة»
05-29-1432 02:23
خالد سامح " فنون الخليج "

في لوحات الفنانة العراقية ضحى الخضيري تنهض بغداد من الذاكرة في أبهى حلة، المدينة بنخيلها الباسق، وببيوتها ذات الشناشيل، ومساجدها، ومقاهيها العتيقة، وشواطيء دجلة، وأجواء الحياة الشعبية، وغيرها من المفردات الموظفة بصريا بأساليب تعبيرية وواقعية تحتشد في لوحات الفنانة، وتعكس، برهافة وشفافية، الأثر العميق الذي تركته تلك المدينة في مسيرة الفنانة ومزاجها التشكيلي.

وكانت الخضيري قد أطلقت معرضها الجديد أول أمس، في جاليري دار الأندى بجبل اللويبدة، وضم أكثر من عشرين لوحة تحت عنوان «بيوت من الذاكرة»، وشهد افتتاح المعرض حضورا لافتا لتشكيليين أردنيين وعراقيين وشحد من أصدقاء الفنانة وعشاق الفن التشكيلي. وفقاً لما نشر بصحيفة الدستور الأردنية.

«أرض السواد».. هكذا سمى الروائي الراحل عبد الرحمن منيف أرض العراق، لكننا في لوحات ضحى الخضيري ندهش بسبب صورة مغايرة، صورة مشحونة بذاكرة ذاتية وجمعية ملونة، من عمق اللوحة تنبثق مواويل وأهازيج بغدادية قديمة تترك الملتقي في حالة من الطرب والنشوى، بغداد الساحرة.. مدينة الـ «ألف ليلة وليلة»، موطن الحياة المترفة والأمن والاستقرار تلك هي مدينة الخضيري التي كانت يوما ما واقعا معيشا، والتي هي اليوم مدينة افتراضية متخيلة تناقض بغداد الواقع.. مدينة المآسي والمشاهد الجنائزية التي تولد مع كل إطلالة شمس.

وحول لوحاتها تقول الفنانة ضحى الخضيري: «لطالما سحرتني الأجواء المعمارية لبغداد وتفاصيل الحياة الشعبية فيها، إنني ارسم بغداد وأنا منفتحة على كل التيارات الفنية، لا أحبذ أن أحصر ريشتي بنمط أو مذهب فني معين، ودراستي للتصميم الداخلي جذبتني لفن العمارة والبناء في بلادي وانعكس ذلك على لوحاتي».


الخضيري نفسها كانت ولدت في بغداد سنة 1976، وهي حاصلة على بكلوريوس تصميم داخلي - أكاديمية الفنون الجميلة بغداد 1998 ،وفي سنة 2002 عرضت أعمالها مع مجموعة من الفنانين في قاعة الأورفلي- بغداد، وشهدت سنة 2005 معرضها الشخصي الأول (نوافذ من بغداد) فندق الرويال – عمان، كما التحقت سنة 2006 بدورة في التصميم الكرافيكي – عمان، وشاركت الخضيري سنة 2007 في معرض الفَنّ العربي في اليـابان – طوكيو، معرضها الشخصي الثاني كان سنة 2007 وعنوانه (مدينتي) قاعــة دربونه – عمان، وهي عضو في جمعيه البحرين للفنون التشكيلية، وتحاكي في إعمالها الإرث الحضاري للعمارة البغداية القديمة كما أنها تعمل في مجال التصميم الجرافيكي بالإضافة إلى الفن التشكيلي.

ويستمر معرض «بيوت من الذاكرة» لمدة أسبوعين.