خير أيـــــــام الفــــتى يوم نفع .... واصطناع الخير أبقى ما صنع
ونظير المـــــــرء في معروفه .... شافعٌ مـــــــــــــــتَ إليه فشفع
ما ينال الخــــير بالــــشر ولا .... يحـــــصد الزارع إلا ما زرع
ليس كل الدهــــــر يوماً واحداً .... ربـــــما ضاق الفتى ثم اتســـع
خــــــذ من الدنيا الذي درت به.... واسلُ عما فــــات منها وانقطع
إنــــما الــدنـــيا مــتاع زائــــل .... فاقـتـصـد فيه وخـــذ منه ودَع
وارض للناس بما ترضــــى به .... واتــبع الـحـق فـنعـم المــــُتبع
وابغ ما استَعتَ عن الناس الغنى .... فـــــــمن احتاج للناس ضَرَع
أبلـــغ الــجامـــــِعَ أن لو قد أتى .... يومُــــــهُ لم يغن عنه ما جمع
إن للـــــخير لــرسماً بيِـنـــــــــاً .... طـــبع الله عــــليه من طبـــع
قد بـــــــلونا الناس في أخلاقهم .... فـــرأيناهــم لذي المــال تبـــع
وحبيب الـــناس من أطَـــــمعهم .... إنما الــــناس جميعاً بالطمـــع
احـمــــــــــــد الله على تـقـديره .... قـــدرَ الرزق فأعطى ومنـــع
سُمــــتُ نفسي ورعاً تَصدُقُــــهُ .... فنهاها النقص عن ذاك الورع
فــــلنفسي عــــــــلل لا تنقضي .... ولها مـــكـرلـــطـــيفٌ وخُدع
ولنفسي غَـــفـَلـــات لــــــم تزل .... ولهــــا بالشئ أحياناً وَلَـــــع
ولنفسي حــــــــــين تعطي فَرَحٌ .... واضطراب عند منعٍ وجزع
عـــــجباً من مـــطـمــــئن آمـــِنٍ .... إنما يغــــــذى بألوان الفزع
عــجـبـاً للنـــــــــــاس ما أغفلهم .... من وقوع الموت عما سيقع
عـــــــــــــــــجباً إنا لَنلقى مرتعاً .... كـــــلنا قد عاث فيه ورتــع
يا أخا الميــــــــــــتِ الذي شَيَعَهُ .... فـحـثـا التراب عليه ورجـع
ليت شـعـــري ما تزودت من الـ .... زاد يا هــــذا لهول المُطــَلَع
يوم يـــهــديــــــك مُحِبوك إلى .... ظُلمة القبر وضيق المضطجع