شخص محبوب المدير العام
الـــعمر : 36
الـــــبــلـد : الجـــنس : المساهمات : 1410
| موضوع: تفسير سورة النصر 13/09/11, 04:39 pm | |
| تفسير سورة النصر
تفسير سورة إذا جاء نصر الله والفتح وهي مدنية
[ فضل سورة النصر ] قد تقدم أنها تعدل ربع القرآن، وإذا زلزلت تعدل ربع القرآن. وروى النسائي عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباس: يابن عتبة، أتعلم آخر سورة من القرآن أنزلت؟ قلت: نعم { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)}، قال: صدقت. رواه النسائي.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)}
[ هذه السورة إخبار عن تمام أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ] روى البخاري عن ابن عباس قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال: لم يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه ممن قد علمتم، فدعاهم ذات يوم فأدخله معهم، فما رأيت أنه دعاني فيهم يومئذ إلا ليريهم، فقال: ما تقولون في قول الله عز وجل { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) }؟ فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا، فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا، فقال: ما تقول؟ فقلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له، قال { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} فذلك علامة أجلك { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)} فقال عمر بن الخطاب: لا أعلم منها إلا ما تقول. تفرد به البخاري.
وروى الإمام أحمد عن ابن عباس قال: لما نزلت { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، فَإِنَّهُ مَقْبُوضٌ فِي تِلْكَ السَّنَةِ ) تفرد به أحمد.
وروى البخاري عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده ( سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ) يتأول القرآن. وأخرجه بقية الجماعة إلا الترمذي.
وروى الإمام أحمد عن مسروق قال: قالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر في آخر أمره من قول ( سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ) وقال ( إِنَّ رَبَّي كَانَ أَخْبَرَنِي أّنَّي سَأَرَى عَلاَمَةً فِي أُمَّتِي، وَأَمَرَنِي إِذَا رَأَيْتُهَا أَنْ أُسَبِّحَ بِحَمْدِهِ وَأَسْتَغْفِرَهُ، إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا، فَقَدْ رَأَيْتُهَا { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)} رواه مسلم. والمراد بالفتح ههنا فتح مكة قولاً واحداً، فإن أحياء العرب كانت تتلوم بإسلامها فتح مكة يقولون: إن ظهر على قومه فهو نبي، فلما فتح الله عليه مكة دخلوا في دين الله أفواجاً، فلم تمضِ سنتان حتى استوسقت جزيرة العرب إيماناً، ولم يبق في سائر قبائل العرب إلا مظهر للإسلام، ولله الحمد والمنة.
وقد روى البخاري في صحيحه عن عمرو بن سلمة قال: لما كان الفتح بادر كل قوم بإسلامهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت الأحياء تتلوم بإسلامها فتح مكة، ويقولون: دعوه وقومه، فإن ظهر عليهم فهو نبي الحديث، وقد حررنا غزوة الفتح في كتابنا ( السيرة ) فمن أراده فليراجعه هناك، ولله الحمد والمنة. وروى الإمام أحمد عن أبي عمار، حدثني جار لجابر بن عبد الله قال: قدمت من سفر فجاءني جابر بن عبد الله فسلّم علي، فجعلت أحدثه عن افتراق الناس وما أحدثوا، فجعل جابر يبكي، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إِنَّ النَّاسَ دَخَلُوا فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا، وَسَيَخْرُجُونَ مِنْهُ أَفْوَاجًا ).
إنتهى تفسير سورة النصر ولله الحمد والمنة
:: المصدر :: المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير للإمام إسماعيل بن عمر بن كثير رحمه الله
| |
|